حينما اقول لكل حقبة ايدو فما الذي يدور بذهنك حينها ؟ اظنك تفكر حينها بالرونين و ربما حتى بالساموراي , ايدو القديمة - طوكيو الحالية - باللباس التقليدي لديهم , بلباس النساء التقليدي, بجلسات الشاي الاخضر , وان كان تفكيرك منحرفا قليلا فربما ستفكر بدور البغاء و الجايشا ,
حسنا عملنا هذا يحتوي على كل هذا تقريبا , ستندمج تماما في هذا العالم القديم و تجوب طرقات ايدو و تستنشق رائحة الشاي الاخضر المعد تقليديا و الارز بالمخلل , سترى شيئا من الارياف المحيطة بايدو, ستستهويك الحياة الاجتماعية و اليومية التي كان يحياها هؤلاء الناس , سترى شيئا من معاناتهم , من كفاحهم , من فرحهم , من آلامهم , … دون نسيان الجايشا طبعا ..
باختصار هذا العمل من الصعب الا تنذمج معه و تفرح لفرح الشخصيات و تحزن لحزنهم, لانه بكل بساطة عمل انساني يرتكز حول الانسان وحول الانسانية و لو تاريخي , عل كل هذا ما احسست به عندما شاهدت العمل لاول مرة في 2010 و مرة ثانية في 2019, تسع سنوات لم تغير البثة احساسي نحونه بالحب و التفضيل و الاشادة به ,
ماذا عن القصة اذن, هي عن مبارز و ان شئت قل ساموراي و ان شئت ايضا قول رونين , يدعى أكتسو ,قوي, لكن خجول للغاية و فاقد للثقة بنفسه و لا يحب الاماكن التي بها بشر كثر, ينتقل من بلدته لايدو في محاولة لايجاد عمل يعيل به عائلته و نفسه قبل كل شيء, ينتقل في ايدو من عمل لآخر الى حين ان يلتقي بشخص غامص يدعى يايتشي يتزعم عصابة تسمى - الخمس ورقات - و يتورط أكستو معهم شيئا فشيئا ..
قد تظن , من خلال ما كتبت فوق , ان العمل ربما يدور فقط حول عصابات تسرق او ما شابه, لكن كن أكيد ان ما كتبت فوق ليس الا جانبا يسيرا من العمل و الباقي شيء اخر, اتذكر الانسانية التي كنت اتحدث عنها فوق , الباقي من العمل يشمل و يعنى بهذه الانسانية ..
ماذا عن الشخصيات ؟ تقنيا قد تجد نفور في نفسك من تقبل اشكالهم, حيث ان بؤبؤي العينان يعم تقريبا كامل العين و الفم عريض نوعا ما .. لكن صدقني هذا يحسب لصالح العمل كميزة اولا و ثانيا هدا الاسلوب يجعل من الشخصيات اقرب للشكل الطبيعي بعيدا عن انميات المدراس و ما شابهها التي تخرج لك شخصيات اتية من عالم يوتوبيا مختلف تماما و بعيدة كل البعد عن الواقع, الا من رحم ربك, ما يخص العلاقة بين الشخصيات وتطور شخصياتهم , فأنت ستعايش التقائهم و تطور علاقتهم شيئا فشيئا , ستكتشف جانبا طيبا و اخر مظلما من شخصياتهم , سترى حتى شيئا مما قاسوه في ماضيهم , ستفهم ان ضحكات الشخصيات تخفي ماضي ربما أليم و احزان لازال جرحها غائرا في القلب …
ماذا عن الموسيقى و الاوستات؟ بكلمة واحدة: من أجمل ما ستسمع, ثق بين مزيج من الالات الوترية القديمة و اخرى نفخية مع موسيقى ربما AMBIENT , بالاضافة لاصوات ملائكية تخطف القلب , ماذا تريد اكثر من هذا ؟؟ شخصيا انا مغرم, بل متيم بجميع اوستات العمل .. اظن حسين اشار لهذا في مراجعة سابقة …
للاشارة العمل انتج من قبل استوديو MANGLOBE الذي فقدناه قبل سنوات , نفس الاستوديو الذي اخرج لنا الروائع SAMURAI CHAMPLOO و ERGO PROXY . الالوان في العمل سيخيل اليك انها اقرب لالوان زيتية ما يعطي تصوير ممتاز و حميمي للمناظر الطبيعية. التحريك ممتاز وفوق ذلك فالعمل يعمه الهدوء من كل جانب ..