GREEN BOOK - SUR LES ROUTES DU SUD
شاهدته قبل يومين, بكل صدق و امانة الفلم رائع, رائع جدا
اختياري مشاهدته كان بعد سماع مديح له من طرف الكثيرين , ما زاد فضولي تجاهه
و بالفعل لم يخب ظني البثة,
الفلم يتحدث عن عازف بيانو اسود - DON شيرلي - الذي يقرر خوض غمار تجربة فريدة و خطيرة و هي القيام بجولة فنية في الجنوب الامريكي في سنوات الستينات , حينها كانت العنصرية ضد السود في هذه المناطق على اشدها و القيام بجولة من هذا النوع فيه مخاطرة كبيرة , لذا يقرر توظيف سائق خاص - طوني ليب - الذي سيكون سائقا و مرشدا له في الان نفسه, غير ان -طوني ليب - عنصري ايضا حتا النخاع لكن تظطره مجموعة من الظروف لقبول عرض - الدكتور شيرلي - و مرافقته في هذه الجولة .
السيناريو ربما يبدو بسيطا , لكن طريقة معالجته و تقديمه هي ما جعلت الفلم رائعا , الكثير و الكثير من المواقف الكوميدية تحدث للبطلين اما لسوء الفهم او نظرا للاحكام المسبقة عن الاخر او كنوع من التعالي, و في الوقت نفسه الكثير و الكثير من اللحظات المؤثرة بسبب المواقف التي يقع فيها - دك شيرلي -
الفلم لا يكتفي بتقديم المشكلة - اي العنصرية - بل و يقترح حلول لها, كمثل لما غلا دم طوني ليب و صفع شرطيا ما تسبب في سجنهما , في الزنزانة اعطى -DON شيرلي - سائقه - طوني ليب - درسا في الكرامة: العنف لا يحل المشاكل, عليك ان تكون هادئا و في الوقت نفسه تحافظ على كرامتك …
الفلم كما سبق يتحدث عن العنصرية تجاه السود في امريكا الستينات, لكن الامر نفسه يمكن اسقاطه على مجتمعاتنا سواءا الحاضرة او بالامس: ماذا عن عنصرية العرب تجاه السود؟ ماذا عن العنصرية تجاه غير العرب الذين ربما يكونون يشتركون معهم في نفس الدين لكن العادات القبلية الجاهلية و الاعراف المجتمعية التي عفا عليها الزمن ترمي بظلها و تجعل البعض يفتخر بانتمائاته العرقية و الاستهزاء ممن يختفلون عن شاكلته ….
عل كل ,
البطلين , VIGGO MORTENSEN و MAHERSHALA ALI كانوا في القمة , من ير MAHERSHALA ALI في ALITA BATTLE ANGEL يستبعد ان تكون الادوار الهادئة التي تتطلب مهارة في التمثيل استثنائية من نصيبه, و مع ذلك فقد اتقن الدور و كان استثنائيا من جميع النواحي
اشيد كذلك ب VIGGO MORTENSEN هو الاخر قدم دورا و لا اروع, كان استثنائيا هو الاخر, اجد صعوبة بالغة في التفضيل بينه و بين MAHERSHALA ALI لان الرجلين قدما احسن ما لديهما و كانا في القمة
الفلم حضي في لوس انجلس اثناء حفل الاوسكار بجائزة احسن فلم , صراحة يستحقها
بل عندما خرجت من صالة السينما , سمعت الكثيرين يتحدثون عن ان الفلم يعتبر من احد اجمل الافلام التي شاهذوها, مع الاخد بعين الاعتبار ان الصالة كانت فقد تحتوي على اناس من بشرة بيضاء من اصول اوروبية , ملاحظة هكذا مشهد و سماع هكذا مديح لفلم يتحدث عن عنصرية العرق الابيض شيء تثلج الصدر و تبين المستوى المتقدم الذي وصلته المجتمعات المتقدمة في مجال حقوق الانسان و القطيعة مع ماضي الاستعمار و العنصرية و الاستعباد ..
مشاهدة ممتعة لمن من يشاهد بعد …