أنمي

2013

بداية أشيد بالاستوديو الذي اخرج هذه التحفة , تقنية الروطوسكوبينج ناسبت بشكل عجيب قصة َاكو نو هانا , مؤدوا الاصوات قاموا بواجبهم احسن قيام خصوصا ناكامورا الفضيعة, المؤدية قطعا مرت بمستشفى امراض عقلية او ان لديها انفصام في الشخصية كما قال احد الاعضاء هنا, لكن تأديها الصوت بهذا الاتقان شيء مذهل صراحة.

هناك شيء غريب في هذا الانمي, فهو يسرد انحدار شخصية البطل فيه من حياة هنية مرية الى القاع و الحضيض على عكس ما ألفناه في الاعمال الاخرى , هناك تركيز يفقع الاعين على الجانب النفسي لدى الشخصيات و خاصة لدى كاسوجا, هناك رابط مشترك بين الثلاثي المكون من كوساجا-ناكامورا-سايكي الا هو, ان استثنينا العلاقة الدراسية , كتاب ازهار الشر, كل واحد من هؤلاء الثلاثة قرأ الكتاب, هناك منهم من فهمه على طريقته وهناك من لم يفهم منه شيئا ,

أو ما هو كتاب ازهار الشر؟

https://dl.dropboxusercontent.com/u/7103408/share/True-gaming/Baudelaire-Fleurs-du-mal-V-ar-resume.jpg

سايكي رغم انها قرأته عدة مرات لكنها أكدت لكوساجا انها لم تفهم منه شيئا, ربما بسبب نفسيتها الطيبة و صفاء روحها, الكتاب لم يتوافق و طريقة تفكيرها و منظورها للأشياء, لذا فهمها للكتاب كان من الصفر غير بعيد

بعد سايكي, تأتي ناكامورا, هذا الكائن المازوخي و السادي العجيب,و الذي عرى شخصية كوساجا و مسح بها التراب, قرأت الكتاب ايضا , وبما ان ناكامورا عاشت بين والدين طليقين, و اب لم يحسن تربيتها, لذا نراها انزوت ناحية في بيت ابيها و جعلت من شوارع البلدة التي تقطنها .جعلت منها مدرستها مع اﻻتكاز على ما في كتاب بودلير من افكار ربما.

و اخيرأ نأتي لكومة الفضلات كاسوجا, كيف لولد تربى بين احضان والديه و دفئهما ان يبلغ به الحال الى هذا السفالة و الحقارة التي شاهدناها؟ و الجواب ان حسب رأيي ان الصفعة أتت من الجانب الثقافي او التثقيفي الذي اهمله الوالدين , ابوه و لو انه مدمن كتب , لكن انطلاقا من تجربته, لم يوجه او يحذر ولده من كتب او من صنف محددة كي يتجنب قرائتها او الاطلاع عليها و انما ترك له الباب مفتوحا ليطلع على ما يشاء, و لتكتمل الصفعة, نفسية كاسوجا نفسية جبانة و فارغة داخليا و تقبل التلاعب بها و في نفس الوقت تدعي انها فريدة و ان سواها همج رعاع, يال السخرية..

لو انطلقنا الى نهاية القصة عندما اعلنت ناكامورا تخليها عن العقد الذي فرضته على كاسوجا قصرا و افسحت المجال له كي يعود لحياته الطبيعية من جديد, لكنه و عكس المتوقع, تجلت متلازمة ستوكهولم فيه جليا, عطف الضحية على الجلاد, بل و تحول الامر الى نوع من الحب بينهما.

اتوقف هنا لأكمل فيما بعد, هناك الكثير ليقال, لكن ليس كل ما يعلم يقال , وكما حدث لي مع ergo proxy , فهذه النوعية من الاعمال بحر لا قعر له و يفضل عدم الغوص فيها مهابة الغرق فيه الى غير رجعة..