أنمي

ربيع 2016

في العام 1937 وعلى أعتاب الحرب العالمية الثانية , المقدم يوكي من الجيش الامبراطوري الياباني أنشأ “الوكالة دي” ,هذه الوكالة عبارة عن تشكيلة استخبارات عسكرية للجيش تحت قيادته ووصايته , الوكالة تلقي شبكة واسعة لإيجاد عملاء يتفوقون على العسكريين اليابانيين العاديين , أنشئت هذه الوكالة على مبادئ مخالفة لمبادئ الجيش الياباني آنذاك , فكانت تقوم على “لا تقتل , لا تتعرض للقتل , يجب أن لا يقبض عليك” بهذه الكلمات كان يوكي يدرب وحدته التي تقوم بعمليات ضد قوات محلية وخارجية .

بشكل غير مبرمج , شاهدت اليوم الحلقة الاولى من جوكر جيم, طبعا لازلت أذكر نكسة gangsta, لكن من باب لا تزر وازرة وزر أخرى أحبب اعطاء العمل فرصة لإقناعي بمتابعته.

هناك عدة أمور أولية تقوي دعائم هذا العمل, فمثلا نجد الفترة الزمنية و التي هي قبيل الحرب العالمية الثانية, كذلك موضوع القصة نفسها و هو الجاسوسية و فن الجاسوسية, لمست كثيرا من الميكافيلية في هذه الحلقة , لكن على اي حال فالحرب خدعة, ايضا لا أنسى العدائية اليابانية في ذلك الوقت تجاه امريكا و اوروبا.

ما أثار دهشتي هو اخونا الذي لعبوا عليه في الجوكر و هو لا يدري ,اين ما تعلمته من قبل ؟

عموما اظن الحلقة 2 كفيلة باعطاءنا حكم اولي على العمل, هل هو من جانجستا غير بعيد, ام أنه يغرد خارج السرب

مشهد الجوكر كان في قمة الأبهة يا أخي , أحسست بشكل فعلي و كأني داخل هذا المشهد, موسيقى الجاز في الخلفية مع حفنة جواسيس حول دائرة مستديرة و هم يلعبون الورق ناهيك عن جرعة في فن السياسة و الجاسوسية, هذه خلطة يسيل لها لعابي بدون تفكير, و الأدهى من كل هذا هو اللعبة الحقيقة التي كانت تحت الطاولة,ما الذي يخططون له فعليا؟ و ما هو الدليل الذي هو اقرب مما يتصور على ادانة الجاسوس الامريكي؟

أعدت الحلقة بترجمة أجنبية لأفاجئ أني الترجمة العربية قلبت كثيرا من الأمور للعكس ناهيك عن الاخطاء التي تضمنتها.

عموما,ساكوما لم يتدرب في الوكالة دي , بل هو أتى من الجيش, بينما الوحوش الثمانية هم من العامة لكن بقدرات استثنائية, نستطيع وصف ساكوما بمنسق بين العقيد في الجيش و الوكالة دي من أجل القضاء على الجواسيس الاجانب في اليابان. على كل, مشهد البوكر جدا مهم لفهم ما هو آت, القبض على الجاسوس الامريكي ما هو الا واجهة لتوريط الوكالة دي و ربما محاولة القضاء عليها بحكم ان العقيد في الجيش يحس ربما انها تزاحمه في صلاحياته او ربما تشكل خطرا على منصبه. مدير الوكالة و الجواسيس الثمانية فهموا اللعبة من البداية و مع ذلك لعبوها , طبعا لديهم خطة مضادة, و الهدف اعطاء درس قاس ثان لساكوما في السياسة و الجاسوسية و الاستراتيجيات المضادة.

نعلم ان ساكوما لن يموت, لكن ربما بعد هذه الحادثة هو سينظم لصف الوكالة بدلا من الجيش.

بالحديث عن سر الانحناء في البداية, فالأمر واضح , ساكوما خريج كلية عسكرية, لدا مسألة تقديم التحية للضباط و من هم اعلى منه منصبا بهذا الشكل مسألة بديهية, لكن بالنسبة لجاسوس دولة فهذه الانحناءة حركة قاتلة تحدد هوية الشخص الذي من المفروض ان يذوب في المحيط الذي سيتجسس عليه. ما يخص البدل و اللباس أجد الأمر طبيعي بل واجب, هنا انت تدرب جواسيس سيرسلون لجهات العالم الأربعة للتجسس لصالحك, لدى يجب ان يضعوا عاداتهم و اصالتهم جانبا, بل يجب ان ينسوها مطلقا ما داموا في اطار تأدية مهامهم.

انتشاء و فخر انتاباني بعد مشاهدة هذه الحلقة, لم يخب ظني في العمل لحد الآن, فلم يماطل في التقديم و دخل جوهر القصة مباشرة, كل حلقة تلهب عيناك بعالم ساحر متقون رسمه و خلفياته و تشنف سمعك بموسيقى تناسب أجواء هذا العالم.. الذكاء و الذكاء المضاد , هذان سمتا العمل ربما, كيف تكتشف ألاعيب أعداءك ثم كيف ترد لهم الصاع صاعين من دون قطرة دم, المعارك الاستخبارتية بين امريكا و اليابان في ذلك الوقت على أشدها , و أي معلومة مسربة و لو صغيرة قد تقلب ميزان القوة رأسا على عقب, هذا على مستوى الدول, لكن على المستوى المحلي فشهدنا الصراع بين وكالة استخباراتية هي الوكالة دي و الجيش, هذا الأخير بعج فشله في فضح مدسوس أمريكي, اراد مسح هذا الفشل في الوكالة دي, هذه الاخيرة لعبت اللعبة لكن بقوانينها لتلقن الجيش درسا قاسيا ثم تنتزع منه الأموال لتمويل نشاطاتها, هذا ما أسميه بالربح المزدوج, او ضرب عصفورين بحجر واحد.

ساكوما ليس غبيا, بل لديه ذكاء حاد و دقة في الملاحظة, ان تستجمع أفكارك و تشغل تفكيرك و انت على اعتاب قرار حاسم بليس بالشيء الهين.

ميوشي يثير انتباهي, هدوءه و ذكاءه يمنحانه كاريزما خاصة. ايضا مدير الوكاية شخصية براغماتية مثيرة للإهتمام.

الامريكي رسموه ربما بشكل مقصود بشكل موحش و عينين مخيفتين و كأنهما ستسقطان من مكانهما, العقلية اليابانية لم تنس بعد هيروشما و ناكازاكي.. ..